المنتدي

مركز التنشيط المصري (EPC): الحلم الذي لا يُنسى في عالم الدعاية الطبية

زمن الدعاية الجميل

في إحدى نقاشات منصة “ريبسولوجي”، دار حديث ثري بين عدد من المتخصصين في مجال الدعاية الطبية حول شركة ربما لم يسمع عنها الجيل الجديد كثيرًا، لكنها تمثل فصلًا مهمًا في تاريخ مهنة الدعاية الدوائية في مصر. إنها “مركز التنشيط المصري”، أو كما كان يُعرف اختصارًا بـ EPC – Egyptian Promoter Center.

وقد تفاعل العشرات من الزملاء القدامى مع منشور بسيط يسأل: “هل تعرف شيئًا عن مركز التنشيط؟” فجاءت الردود بمثابة شهادة حيّة على ما كانت عليه تلك الشركة، وعلى الأثر العميق الذي تركته في نفوس من عملوا بها أو تعاملوا معها. ومن هنا، قررنا في ريبسولوجي أن نجمع تلك الشهادات ونُعدّ منها هذا المقال التوثيقي، ليكون مرجعًا لكل من يبحث يومًا عن قصة هذا الصرح.


كانت البداية…

في سبعينيات القرن الماضي، ظهر مركز التنشيط المصري كمكتب دعاية وتسويق للأدوية، لكنه لم يكن كغيره من الشركات. رويدًا رويدًا، تحوّل هذا المكتب إلى ما يشبه المؤسسة التعليمية، أو إن شئت الدقة، مدرسة كاملة في فنون التسويق الدوائي. لم يكن مجرد جهة عمل، بل كان حلمًا لكل من يعمل في هذا المجال.

لم يكن العاملون فيه يشعرون أنهم فقط موظفون، بل كانوا أشبه بأسرة واحدة. وكانت ثقافة العمل هناك قائمة على الجدية، والانضباط، والالتزام بأعلى معايير الاحتراف.


منتجات كانت تُحدث فرقًا

لم يكن “مركز التنشيط” مجرد مكتب يُروّج لأدوية، بل كان جزءًا من تشكيل السوق نفسه. فقد ساهم في تقديم وتسويق أدوية أصبحت لاحقًا علامات مسجلة في السوق المصري، ومن أبرزها:

  • كونترولوك

  • ميجاموكس

  • زيفو

  • رينوبرونت ومشتقاته

  • سوماتزينا

  • أبيفورتيل

  • نيتروماك

  • يوتروجستان

  • بروتوفيكس

  • إكستنشن

  • كولد فاميلي

  • مولتيسانستول
    وغيرها من المنتجات التي ارتبطت باسم الشركة ارتباطًا وثيقًا، وبعضها لا يزال يُتداول حتى اليوم.


ماذا كان يميز مركز التنشيط؟

بحسب شهادات كثيرة وردت على المنصة، كانت هناك عدة عناصر تميز هذا المكتب عن غيره:

  • رواتب عالية نسبيًا، وحوافز مضمونة تُصرف كل أربعة أشهر.

  • سيارات مخصصة للمندوبين، في وقت لم تكن هذه الميزة شائعة.

  • تدريبات احترافية مستمرة، ساهمت في تخريج أجيال من المندوبين القادرين على ترك بصمة حقيقية في السوق.

  • تنظيم دورات ولقاءات علمية، بل ورحلات وسفرات للعمل والتدريب، شملت بلادًا مثل ألمانيا، لبنان، تركيا، والسعودية.

  • طاقم إدارة يتمتع بخبرة ورؤية، كان حريصًا على اختيار العاملين بعناية، وكأنهم أعضاء في مشروع حياتي.


الرحيل الصعب… وإرث لا يُنسى

عام 2013، وبعد سنوات من النجاح، توقفت الشركة عن العمل. لم تتضح الأسباب الكاملة حتى اليوم، لكن الأكيد أن غياب “مركز التنشيط” ترك فراغًا واضحًا في السوق.

غير أن هذا الغياب لم يكن نهاية، بل بداية لمرحلة أخرى؛ فقد خرج من رحم الشركة مئات العاملين الذين استمروا في رحلتهم المهنية، حاملين معهم ما تعلموه داخلها. بعضهم أصبح مديرًا في شركات كبرى، والبعض الآخر أسس مشروعاته الخاصة، فيما بقيت قيم الدقة، والاحتراف، والالتزام، علامات بارزة في سلوكهم المهني.


خاتمة

“مركز التنشيط المصري” لم يكن مجرد شركة أدوية. كان نموذجًا لمرحلة ذهبية في تاريخ المهنة، تجتمع فيها الحرفية مع الإنسانية، والانضباط مع الطموح، والعمل مع الأسرة.

نكتب هذا التوثيق اليوم، لا لنرثي كيانًا مضى، بل لنحتفي بإرث يستحق أن يُروى. لعل الجيل الجديد يدرك أن وراء كل منتج ناجح، وكل مؤسسة محترمة، قصة تستحق أن تُروى وأن تُتعلّم.

فهل مررت يومًا بمركز التنشيط؟ وهل كانت لك فيه ذكرى أو درس؟ شاركنا، فربما تكون قصتك جزءًا من هذا التاريخ.

ريبسولوجي - Healthcare Business Media - منصة إعلامية لمؤسسات وأفراد الرعاية الصحية: نروي قصص الأعمال، نركز على رحلة الأشخاص والمنتجات، نكشف ما وراء الخبر، ونحلل تجارب السوق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock