رحلة بناء Aspire Pharma: كيف تُبنى شركة مستحضرات طبية من الصفر بثقافة الفريق وجودة المنتج

لطالما كنت مؤمنًا أن الحلم لا يحتاج أكثر من فكرة جريئة، وإرادة لا تعرف الاستسلام.

اسمي محمد فرج، وعمري 36 سنة، شريك مؤسس ومدير عام شركة Aspire Pharma. رحلتي مع ريادة الأعمال بدأت من قناعة بسيطة: أن النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بالأرقام، لكن بالتأثير اللي ممكن نعمله في حياة الناس، وبالقيمة اللي نقدر نضيفها للسوق.

منذ 4 سنوات، بدأت Aspire Pharma كفكرة صغيرة، في وقت كان السوق مزدحم، والمنافسة شرسة، والمصادر محدودة. لكن كنا نملك شيئًا واحدًا لا يمكن هزيمته: الإيمان بالفكرة، والعمل الجاد، والاصرار.

في أربع سنوات، أصبحت Aspire Pharma علامة معروفة في سوق الـDermocosmetics والـ Aesthetic medicine. اليوم نعمل من خلال ثلاث خطوط أساسية:
• خط مبيعات Aesthetic Medicine موجه للأطباء وعيادات الجلدية والتجميل.
• خط توزيع على الصيدليات وسلاسل الدواء.
• وخط مبيعات تجارية موجه لمتاجر التجميل ومنصات البيع.

أكثر من 25 منتجًا أصبحوا موجودين في السوق المصري، فريق ملتزم ومؤمن بالرؤية، وانتشار في جميع أنحاء الجمهورية.

هذه المذكرات ليست فقط لتوثيق ما مررنا به، ولكن لنقل الصورة كما هي: النجاحات، العقبات، القرارات الصعبة، واللحظات اللي حسّيت فيها إننا بنبني شيء حقيقي. لأن كل شركة ناجحة، وراها قصة… ودي قصتنا.

الفصل الأول: البداية من الصفر

كل مشروع ناجح بيبدأ بسؤال. وسؤالي في البداية كان بسيط:
ليه ما يكونش عندنا شركة مصرية بتقدم منتجات تجميل وعناية بالبشرة بجودة عالمية، بس بسعر منطقي، وبدعم علمي حقيقي؟

في الوقت ده، كنت شغال في قطاع الأدوية، وبشوف بعيني قد إيه السوق محتاج حلول مختلفة، وخصوصًا في مجال التجميل العلاجي والـDermocosmetics. كان فيه فجوة بين المطلوب فعلاً من الأطباء والمرضى، وبين اللي موجود في السوق.

أول منتج أطلقناه في Aspire Pharma كان من خط الـDX، منتج بتركيبة عالمية فعالة، ونتايجه الميدانية كانت استثنائية. قدمنا منتج فعّال بتركيبة قوية، وسعر منافس، وحقق نتائج تضاهي و تتفوق على منتجات من أكبر البراندات في الوقت ده.

اعتمدنا في البداية على ثقة الدكاترة فينا… وكنا قدّ الثقة دي فعلاً. اشتغلنا باحتراف، سمعنا للفيدباك، واشتغلنا على الأرض خطوة بخطوة.
وفي وقت قصير جدًا، قدرنا نثبت وجودنا ونكسب مكان وسط الكبار.

ما كانش معانا ميزانيات ضخمة، لكن كان معانا أفكار وشغف.
قدرنا ننفذ حملات تسويقية مبتكرة وبسيطة، باستخدام أدوات غير تقليدية، وبمساندة مباشرة من الأطباء اللي آمنوا بالمنتج وبالشركة.
المصداقية والثقة كانت أكبر حملة تسويقية لنا.

وفي أول سنة، قدرنا نبني فريق استثنائي، من ناس مؤمنة بالفكرة وملتزمة بالرؤية.

(هتكلم عن الفريق بالتفصيل في جزء خاص، لأنه كان حجر الأساس في بناء الشركة.)

الفصل الثاني: وراء كل نجاح… أسباب لا تُرى

بعد توفيق ربنا سبحانه وتعالي ، النجاح اللي حققناه في Aspire Pharma ماكانش وليد الصدفة. كان نتيجة عوامل حقيقية اشتغلنا عليها من أول يوم، وكان لها دور أساسي في بناء ثقة السوق فينا، واستمرارنا في النمو رغم التحديات.

1. الفريق… حجر الأساس
   أنا مؤمن إن الشركة الناجحة هي اللي تعرف تختار فريقها صح، وتدي الناس البيئة اللي تخلّيهم يبدعوا ويكبروا.
   من أول لحظة، كنت بدوّر على الناس اللي عندهم إيمان بالفكرة، ومرونة، وروح إيجابية. الكفاءة مهمة، لكن الانتماء والإخلاص هما اللي بيصنعوا الفرق الحقيقي.

ما بنشوفش الفريق كأداة تنفيذ، لكن كأصل استثماري حقيقي.
بنشتغل دايمًا على تمكين الناس، تدريبهم، تحفيزهم، وفتح مسارات للنمو.

كل فرد بيشتغل في Aspire لازم يحس إنه شريك حقيقي في الحلم، مش مجرد موظف.

2. روح المغامرة المدروسة
   كان ممكن نختار نمشي الطريق الآمن، ونقلد اللي سبقونا. لكن إحنا اخترنا نبني شخصية مختلفة لشركتنا ومنتجاتنا.
   جربنا أفكار جديدة، طرق تسويق مختلفة، وتمركزنا بوضوح في مساحة مميزة في السوق.المغامرة بالنسبة لنا ما كانتش تهوّر، كانت إيمان بالفرصة وتحليل ذكي للمخاطر.
3. ثقة أطباء الجلدية
   من أول يوم، اعتمدنا على ثقة الأطباء فينا. اشتغلنا معاهم باحترام، وشفافية، واهتمام حقيقي بملاحظاتهم.
   مكنّاش بنبيع منتج وخلاص، كنا بنبني علاقة طويلة الأمد مبنية على العلم، والخدمة، والمتابعة.

ثقة الدكاترة كانت أكبر شهادة جودة ممكن نحصل عليها، وسبب رئيسي في انتشارنا.

4. العميل دايمًا رقم 1
   من أول لحظة لاحتكاكه معانا — سواء كان طبيب، أو صيدلي، أو تاجر، أو مريض — العميل بيكون أهم أولويتنا.
   بنسمعه، بنحل مشاكله، ودايمًا بنحاول نضيف قيمة في كل مرحلة من مراحل التعامل.

نجاح أي منتج أو شركة ما بيجيش من الحملات، بييجي من الرضا الحقيقي للعميل… وإحنا بنشتغل كل يوم عشان نحافظ على الرضا ده.

5. الجودة بدون تنازلات
   مافيش منتج بينزل السوق من Aspire Pharma إلا بعد مراجعة دقيقة، لأننا مؤمنين إن الجودة مش رفاهية، دي هوية.
   بنختار خاماتنا بدقة، نشتغل مع مصانع موثوقة، ونراجع التركيبات علميًا وتسويقيًا قبل ما نوصلها للسوق.

علشان كده، لما بيجرب العميل منتجنا، بيحس بالفرق.

الفصل الثالث: العقبات… اختبار الثبات

أي رحلة فيها نجاح، لازم يكون فيها عقبات.
وأحنا في Aspire Pharma واجهنا تحديات كثيرة، لكن يمكن أصعبها كان المنافسة غير الشريفة.

من أول لحظة بدأنا نحقق فيها نتائج واضحة، واسمنا بقى يتردد في السوق، بدأنا نواجه حملات تشويه واتهامات باطلة من بعض المنافسين القدامى.

ناس مش بس كانت مش عاجبها نجاحنا، لكن كمان كانت مستغربة إن فريق صغير وجديد يقدر ينافسهم، وياخد مساحة محترمة في وقت قصير.

إزاي واجهنا ده؟

قررنا من أول يوم إننا مش هندخل في معارك جانبية، ولا هننجر لنفس الأساليب اللي بتميز المنافسة الغير نزيهة.
ردنا الوحيد كان: الجودة، والاحترام، وثقة العملاء.
• لم نرد على الإشاعات.
• ما دخلناش في صراعات كلامية.
• ما لعبناش على تشويه الغير عشان نكسب نقطة.

اشتغلنا أكتر… وسكتنا أكتر.
وكل مرة كان السوق بيرد نيابة عنّا.
• الدكاترة اللي جرّبوا المنتج، فضّلوا يكملوا معانا.
• العملاء اللي لقوا نتائج حقيقية، بقوا سفراء لينا.
• فريقنا فضل ثابت، مركز على الهدف، مش على الضجيج.

ودي كانت أهم علامة قوة: إنك تعرف تختار معاركك، وتخلي شغلك يتكلم.

الفصل الرابع: الشراكات… استثمار في المستقبل

في Aspire Pharma، كنا دايمًا مؤمنين إن النمو الحقيقي مش بس في عدد المنتجات أو حجم المبيعات، لكن في قوة البنية الداخلية، وفي قدرة الفريق على التطور والنمو مع الشركة.

ولأننا مؤمنين إن التطوير لازم يكون مؤسسي ومدروس، قررنا في وقت مبكر إننا ما نعتمدش على الاجتهادات الفردية، وندور على شركاء عندهم خبرة حقيقية في بناء المؤسسات.

1. الشراكة مع شركة GrowTwoPro للتدريب والتطوير
   أول خطوة كانت الاستثمار في تطوير الكفاءات البشرية.
   بدأنا شراكتنا مع شركة GrowTwoPro المتخصصة في التدريب وبناء القدرات، علشان نشتغل على:
   • تطوير مهارات البيع والتواصل للفريق الميداني.
   • بناء ثقافة عمل احترافية داخل الشركة.
   • تعزيز مهارات الإدارة الوسطى والقيادات الناشئة.

   

الشركة قدمت لنا برامج تدريبية عملية، قائمة على فهم السوق المحلي والاحتياجات الحقيقية للفريق، وده ساعدنا نرفع الأداء ونخلق روح جديدة في الشركة.

2. الشراكة مع الغرفة المصرية للموارد البشرية (Egycham)
   أدركنا إن أي شركة عايزة تنجح على المدى الطويل لازم يكون عندها هيكل إداري متماسك، وأنظمة داخلية واضحة.
   ومن هنا بدأنا شراكتنا مع Egycham – الغرفة المصرية للموارد البشرية.

بدأنا مع الفريق الاستشاري في Egycham مشروع متكامل لإعادة هيكلة Aspire Pharma إدارياً، واشتغلنا على:
• وضع هيكل تنظيمي احترافي لكل الإدارات والوظائف.
• تصميم نظام تقييم أداء KPI-based يضمن العدالة والشفافية.
• وضع لوائح داخلية واضحة تنظّم العلاقة بين الشركة والفريق.
• تطوير نظام مكافآت وحوافز مبني على الأداء والنتائج.

النتيجة كانت واضحة:
كل فرد بقى عارف دوره، أهدافه، حقوقه، ومساره في الشركة.
وده انعكس بشكل مباشر على الانضباط، الروح، والنتائج.

الفصل الخامس: المستقبل… ما ننتظره نبنيه

من أول يوم وأنا شايف إن Aspire Pharma مش مجرد شركة محلية.
كنا بنحلم من البداية إننا نبني كيان إقليمي وعالمي ينطلق من مصر، ويترك أثر في أسواق كتير حوالينا.

النجاحات اللي حققناها خلال أول أربع سنوات كانت مجرد البداية، لكنها أثبتت إن رؤيتنا ممكن تتحقق، وإنه مافيش سقف للطموح لما يكون مدعوم بالالتزام والتخطيط.

مكتب Aspire الإقليمي في إنجلترا

كجزء من رؤيتنا المستقبلية، أسسنا مكتب Aspire Pharma الإقليمي في المملكة المتحدة.

المكتب ده مش بس عنوان جديد للشركة… ده نقطة انطلاق حقيقية نحو السوق الأوروبي والخليجي، وهايبقى بمثابة نواة لتوسع أكبر وأعمق.

• السوق الأوروبي بالنسبة لنا مش بس فرصة تجارية، لكنه اختبار للجودة والمعايير، وإحنا مستعدين ليه.
• والسوق الخليجي هو الامتداد الطبيعي لنجاحنا في الشرق الأوسط، بفضل الفهم العميق لاحتياجات العملاء في المنطقة.

لماذا الآن؟
• لأننا بنينا قاعدة قوية في السوق المصري.
• لأن عندنا فريق قادر يشتغل بعقلية عالمية.
• ولأن منتجاتنا بالفعل قادرة على المنافسة بجودة ونتائج تليق بأي سوق دولي.

رؤيتنا القادمة:
• توسيع الـProduct Portfolio بمنتجات متخصصة تخدم احتياجات الأسواق الجديدة.
• بناء شراكات مع موزعين ومراكز طبية في أوروبا والخليج.
• تطوير نظام متكامل للتسويق الرقمي يخاطب جمهور دولي بثقافات مختلفة.

Aspire Pharma لم تُبنى لتقف عند حدود، ولكن لتصنع بصمتها حيث تكون الجودة مطلوبة والثقة أساس السوق.

كلمة أخيرة

رحلة Aspire Pharma لسه في بدايتها، وكل يوم بنتعلم فيه إن النجاح مش لحظة، لكنه طريق طويل محتاج صبر، التزام، وإيمان حقيقي بالفكرة.

لو عندك حلم، ابدأ.

ابدأ حتى لو الظروف مش مثالية، حتى لو اللي حواليك مش مقتنعين، حتى لو الموارد محدودة.

ابدأ، لأن كل خطوة بتاخدها ناحية حلمك هي استثمار في نفسك، وفي مستقبلك، وفي قيمة ممكن تضيفها للناس.

اللي يفضل مركز على الجودة، على العميل، وعلى الناس اللي بيشتغلوا معاه، لازم يوصل.

وأنا مؤمن إن في مصر، رغم كل التحديات، لسه في فرص عظيمة للي بيفكر صح، وبيشتغل بضمير، وبيحلم بجد.

محمد فرج
المدير العام والشريك المؤسس – Aspire Pharma
القاهرة، أبريل 2025