أحداث ومبادرات

“عنيك في عنينا”: كيف تحولت مبادرة CSR إلى حملة قومية مؤثرة في الصحة العامة وبناء الولاء للعلامة

كيف يمكن لمبادرة مسؤولية مجتمعية مدروسة أن تصبح أداة استراتيجية للنمو في سوق متخصص، وتعيد تعريف علاقة الشركة بالمجتمع الطبي والجمهور؟

في وقت يبحث فيه كثير من الشركات عن صيغ مبتكرة للجمع بين المسؤولية المجتمعية والأثر التسويقي، تُقدّم حملة “عنيك في عنينا” نموذجًا ناجحًا، بدأ بفكرة بسيطة وتحول إلى مبادرة قومية مدعومة من الدولة، ومنفذة عبر شراكة استراتيجية بين مؤسسة صناع الخير وشركة أوركيديا للصناعات الدوائية.

بداية الحكاية: تحديات النيش ماركت في سوق طب وجراحة العيون

خلال عمله كخبير في التسويق والعلاقات العامة، لاحظ د. أحمد صالح — مدير التسويق في إحدى الشركات الكبرى — فجوة كبيرة في تغطية الخدمات الطبية للعيون في المناطق النائية والريفية، رغم ارتفاع الحاجة فيها. المشكلة لم تكن فقط في نقص الخدمات، بل في غياب الوعي الصحي، وهو ما انعكس على ضعف المبيعات في هذه المناطق، حتى مع جودة المنتجات.

الحل: مبادرة “عنيك في عنينا” كجسر بين المسؤولية المجتمعية والنمو السوقي

جاءت المبادرة كمشروع متكامل، لا يقتصر على CSR بالمعنى التقليدي، بل بدمج استراتيجي بين:

  • التسويق المجتمعي.

  • العلاقات العامة.

  • التسويق الرقمي.

  • الحملات الطبية المباشرة.

  • دعم العلامة التجارية لدى الأطباء والمستهلكين.

المبادرة انطلقت في 2018، واستهدفت تقديم خدمات فحص وعلاج مجاني لأمراض العيون في القرى الأكثر احتياجًا، بدعم من أكثر من 200 طبيب، ومؤسسات المجتمع المدني، ومظلة الحكومة المصرية، عبر التحالف الوطني للعمل الأهلي.

الأثر بالأرقام حتى 2024:

  • الوصول إلى أكثر من 1.5 مليون مواطن.

  • تغطية أكثر من 800 قرية.

  • تنفيذ 15,000 عملية جراحية مجانية.

  • توزيع أكثر من 150,000 قطرة طبية و150,000 نظارة.

  • دعم رئاسي مصري وتخصيص مليار جنيه من صندوق تحيا مصر لدعم التوسع.

من متابعة حملة عنيك في عنينا

التحليل التسويقي: كيف دعمت الحملة نمو الشركة وولاء السوق

بالرغم من أن الحملة لا تُسوّق المنتج بشكل مباشر، فإن تأثيرها التسويقي كان عميقًا:

  • بناء ثقة المجتمع الطبي في العلامة، من خلال رؤية الشركة كشريك صحي وليس بائع دواء فقط.

  • تعزيز ولاء العملاء في المناطق التي يصعب اختراقها بالمبيعات التقليدية.

  • ترسيخ اسم أوركيديا كمرجع في مجال رعاية صحة العيون في مصر.

  • تحقيق نمو في نيش ماركت محدد بطريقة غير تقليدية تتجاوز الإعلانات والمندوبين.

الخلاصة: الدرس للشركات الدوائية

“عنيك في عنينا” ليست فقط حملة CSR ناجحة، بل هي دراسة تطبيقية على كيف يمكن للمسؤولية المجتمعية أن تتحول إلى محرك استراتيجي للنمو وبناء الثقة. وكما قال د. أحمد صالح في حديثه الموجه إلى العاملين في قطاع التسويق الدوائي:

“الثقة تُبنى على القيم قبل أن تُبنى على المنتجات.”

وهذا بالضبط ما يميز العلامات المستدامة عن الأخرى.


إذا كنت من صُنّاع القرار أو منسقي الحملات التسويقية في مجال الفارما، فإن “عنيك في عنينا” ليست مجرد قصة نجاح… بل دليل عملي على أن المزيج بين القيمة المجتمعية والرؤية التسويقية هو أقوى أدوات النمو في السوق.

ريبسولوجي - Healthcare Business Media - منصة إعلامية لمؤسسات وأفراد الرعاية الصحية: نروي قصص الأعمال، نركز على رحلة الأشخاص والمنتجات، نكشف ما وراء الخبر، ونحلل تجارب السوق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock